في سبيل معرفة الكتب التي أفردت حروف المعاني بالتأليف قرأت كثيرًا من كتب التراجم والطبقات، وجدت كتبا تحمل اسم (الحروف) للكسائي المتوفي سنة ١٨٠، وللمبرد المتوفي سنة ٢٨٦، ولا نعرف عنها سوى أسمائها.
وقد وقفت على وصف لأول كتاب أفرد حروف المعاني بالتأليف، ألفه أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي المعروف بالقزاز المتوفي سنة ٤١٢.
تحدث عن هذا الكتاب ابن خلكان في وفيات الأعيان ٤: ٩ وذكر أنه ألفه بتكليف من العزيز بن المعز لدين الله الفاطمي.
وتحدث عنه القفطي في إنباه الرواة وقال: إنه ألفه بتكليف من المعز نفسه وأطنب في وصف الكتاب.
في وفيات الأعيان ٤: ٩ - ١٠:«ذكر أبو القاسم بن الصيرفي الكاتب المصري أن أبا عبد الله القزاز كان في خدمة العزيز بن المعز العبيدي صاحب مصر قد تقدم إليه أن يؤلف كتابًا يجمع فيه سائر الحروف التي ذكر النحويون أن الكلام كله اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، وأن يقصد في تأليفه إلى ذكر الحرف الذي جاء لمعنى، وأن يجري ما ألفه من ذلك على حروف المعجم.
قال ابن الجزار: وما علمت أن نحويًا ألف شيئًا من النحو على هذا التأليف، فسارع أبو عبد الله القزاز إلى ما أمره العزيز به، وجمع المتفرق من الكتب النفيسة في هذا المعنى على أقصد سبيل، وأقرب مأخذ، وأوضح طريق، فبلغ جملة الكتاب ألف ورقة. وذكر ذلك كله الأمير المختار المعروف بالمسبحي في تاريخه الكبير».
وقال القفطي في إنباه الرواة ٣: ٨٦ - ٨٧: «وفي سنة إحدى وستين وثلثمائة أمر معد أبو تميم المدعو بالمعز المتولي على إفريقية عسلوج بن الحسن الدنهاجي العامل أن يأمر القزاز النحوي هذا بأن يؤلف كتابًا يجمع فيه سائر الحروف