التي ذكرها النحويون أن الكلام كله اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، وأن يقصد في تأليفه إلى شرح الحرف الذي جاء لمعنى، وأن يجري ما ألفه من ذلك على حروف المعجم، فسارع لما أمر به، وجمع المفرق في الكتب النفيسة من هذا المعنى على أقصد سبيله، وأقرب مأخذه، وأوضح طريقه، فبلغ جملة الكتاب ألف ورقة ورفع صورًا منه إلى معد، فأعجبه ورضيه وقال له اذكر ما يجييء من الكلمات لمشاكلة الصور في الأمر والنهي والصفة والجحد، والاستفهام التي يدل على المراد بها إعرابها على ما تقدمها وتلاها من القول.
فقال محمد بن جعفر القزاز: ما علمت أن أحدًا سبق إلى تأليف مثل هذا الكتاب، ولا اهتدى أحد من أهل هذه الصنعة إلى تقريب البعيد، وتسهيل المأخذ، وجمع المفرق على هذا المنهاج، فلما كان يوم الثلاثاء لثمان عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان من السنة المقدم ذكرها دخل محمد بن جعفر النحوي القزاز هذا بالكتاب الذي أمر بتأليفه على يد عسلوج فوقف عليه المعز وأعجبه، وقال للمصنف: إني أرى في أوله فألاً حسنًا؛ فلا أدري أوقع أم اعتمدته وهو أنك لما ذكرت اسمًا جئت به مرفوعًا، فكان أحسن من أن تأتي به محفوظًا بالإضافة فقلت: الحمد لله الذي وفق لما يرضى».
٢ - ألف أبو على الفارسي المتوفي سنة ٣٧٧ كتاب «الحروف» نقل كتاب منه المرادي في الجني الداني في الحديث عن (رب).
٣ - علي بن عيسى الرماني المتوفي سنة ٣٨٤ كان معاصرًا للفارسي، له «معاني الحروف» معجم الأدباء ١٤: ٧٥، بغية الوعاة:[٣٤٤].
٤ - علي بن فضال المجاشعي المتوفي سنة ٤٧٩، له كتاب «شرح معاني الحروف» معجم الأدباء ١٤: ٩٢، البغية:
وقال في المعجم ١٤: ٩١ له «كتاب العوامل والهوامل، في الحروف خاصة.
وفي الأشباه والنظائر ٢: ١٩٧ نقل من كتاب المجاشعي قال: قال ابن مجاشع