الرضي في شرح الكافية اشترط لوقوع الفعل الماضي بعد (إلا) في الاستثناء المفرغ أحد شرطين:
١ - أن يتقدم (إلا) ماض منفي.
٢ - أن يقترن الماضي بقد.
قال في شرح الكافية ١: ٢٢٩: «وأما الماضي فجوزوا أن يليها في المفرغ بأحد قيدين:
وذلك إما اقترانه بقد؛ نحو: ما الناس إلا قد عبروا، وذلك لتقريبها من الحال المشبه للاسم، وإما تقد ما ض منفي؛ نحو قولك: ما أنعمت عليه إلا شكر ..».
وكذلك اشتراط العصام في شرح الكافية ص ١٤٥.
والرد عليهما أن نقول لهما: إن الفعل الماضي قد وقع بعد (إلا) في القرآن الكريم، وليس فيه أحد الشرطين في ثماني عشرة آية:
تسع منها سبق (إلا) فيها مضارع منفي بما، وست منها سبق (إلا) مضارع منفي بلا، وآية تقدم (إلا) فيها مضار منفي بإن، وآيتان لم يتقدم (إلا) فيهما فعل، ولم يقترن الماضي بقد.
[الآيات]
١ - {وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين}[٦: ٤].
٢ - {وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون}[١٥: ١١].
٣ - {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه}[٢١: ٢].