وقال في قوله تعالى:{أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد} ٣٢: ١٠.
«الناصب للظرف محذوف يدل عليه (أئنا) وما بعده. تقديره: أنبعث. ومن قرأ (إذا) بغير استفهام فجواب (إذا) محذوف، أي إذا ضللنا في الأرض نبعث» [البحر ٧: ١٩٩ - ٢٠٠].
وقال في قوله تعالى:{أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون} ٣٧: ١٦.
«من قرأ بالاستفهام فجواب (إذا) محذوف، أي نبعث، أو يعرى عن الشرط، ويكون ظرفا محضًا، ويقدر العامل: أنبعث إذا متنا» [البحر ٧: ٣٥٥].
وقال في قوله تعالى:{أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد} ٥٠: ٣: «أضمر جواب (إذا)، أي إذا متنا وكنا ترابًا رجعنا ... وأجاز صاحب اللوامح أن يكون الجواب (رجع بعيد) على تقدير حذف الفاء. وقصر هذا أصحابنا على الضرورة، وأما في قراءة الاستفهام فالظرف منصوب بمضمر، أي أنبعث إذا متنا» [البحر ٨: ١٢٠ - ١٢١].
من هذه النصوص نرى أن أبا حيان يجيز جعل (أئنا) بالاستفهام ظرفية فقط، وشرطية، وجوابها محذوف يدل عليه المذكور.
وأما قراءة (إذا) بغير استفهام فإذا عنده ظرفية شرطية حذف جوابها، وليس المذكور جوابًا لها.
وأما الزمخشري والعكبري فقد جعلا جواب (إذا) محذوفًا، وهو العامل في (إذا) ولم يفصلا تفصيل أبي حيان.
وفي سيبويه ١: ٤٦٧: «وإن جاء في الشعر: قد علمت أنك إذا فعلت إنك فاعل، وإذا أردت معنى الفاء جاز. والوجه والحد ما قلت لك أول مرة».
ويبدو لي أن لأدوات الشرط غير الجازمة شأنا يخالف شأن الأدوات الجازمة؛