هكذا ذكر الزمخشري في كتابيه ثم أعاد ذلك في الكشاف وفسر التوكيد بأنه كالتوكيد الذي تفيده (إن) فيما دخلت عليه قال في ١: ٥٠.
فإن قلت: ما حقيقة (لن) في باب النفي؟
قلت:(لا) و (لن) أختان في نفي المستقبل إلا أن في (لن) توكيدًا وتشديدًا.
تقول لصاحبك: لا أقيم غدا فإن أنكر عليك قلت: لن أقيم غدا كما تفعل في أنا مقيم، وإني مقيم.
وعلق أبو حيان على كلام الزمخشري هذا فقال في البحر ١: ١٠٧.
«وما ذكره الزمخشري هنا مخالف لما حكى عنه من أن (لن) تقتضي النفي على التأييد ...».
قال: لن تراني ٧: ١٤٣ في الكشاف ٢: ٩٠: «فإن قلت: ما معنى (لن) قلت: تأكيد النفي الذي تعطيه (لا) وذلك أن (لا) تنفي المستقبل تقول لا أفعل غدا فإذا أكدت نفيها قلت: لن أفعل غدا».
ثم كان من الزمخشري أن فسر التوكيد بما يفيد معنى التأييد وأن منفي (لن) مستحيل الوقوع عقلا.
١ - إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له [٢٢: ٧٣]
في الكشاف ٣: ٤٠: «(لن) أخت (لا) في نفي المستقبل إلا أن (لن) تنفيه نفيا مؤكدا. وتأكيده هاهنا الدلالة على أن خلق الذباب منهم مستحيل مناف لأحوالهم، كأنه قال: محال أن يخلقوا».
وفي البحر ٦: ٣٩٠: «وهذا القول الذي قاله في (لن) هو المنقول عنه أن (لن) للنفي على التأييد».
٢ - وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن [١١: ٣٦].