للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - (لو) للتمني: أشربت معنى التمني فكان لها جوابان جواب منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية. وجواب آخر للو.

جاءت بعض الآيات على ذلك المعنى.

(لو) بمعنى (إن) الشرطية.

قال الرضى: ٢: ٣٦٣: «قد يجيء جواب (لو) لازم الوجود في جميع الأزمنة في قصد المتكلم وآية ذلك أن يكون الشرط مما يستبعد استلزامه لذلك الجزاء. بل يكون نقيض ذلك الشرط أنسب وأليق باستلزامه ذلك الجزاء، فيلزم استمرار وجود ذلك الجزاء على كل تقدير: نحو: لو أهنتني لأكرمتك فإذا استلزمت الإهانة الإكرام فكيف لا يستلزم الإكرام الإكرام».

وقال أبو حيان: (لو) تأتي منبهة على أن ما قبلها جاء على سبيل استقصاء أحوال الفعل، وما بعدها جاء تنصيصا على الحالة التي يظن أنها لا تندرج فيما قبلها نحو: أعطوا السائل ولو جاء على فرس، «ردوا السائل ولو بظلف محرق».

مجيء السائل على فرس مشعر بغناه فلا يناسب أن يعطي وكلك الظلف المحرق لا غناء فيه، فكان يناسب ألا يرد السائل به مجيء (لو) تنبيها على أن ما بعدها لم يكن يناسب ما قبلها. لكنها جاءت لاستقصاء الأحوال التي يقع فيها الفعل ولتدل على أن المراد وجود الفعل في كل حال حتى في هذه الحال التي لا تناسب الفعل.

لذلك لا يجوز: اضرب زيدا ولو أساء إليك ولا: أعطوا السائل ولو كان محتاجا ولا: ردوا السائل ولو بمائة دينار، ولا يجوز حذف هذه الواو. البحر ١: ٤٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>