هي (إذا) الظرفية التي للاستقبال حذفت الجملة بعدها، وعوض منها التنوين انظر حاشية الخضري ٢: ١٢.
وقد رد على ذلك أبو حيان. قال في البحر ٤: ٣٤٥: «(إذن) هنا معناها التوكيد، وهي الحرف الذي هو جواب ويكون معه الجزاء وقد لا يكون. وزعم بعض النحويين أن (غذن) في هذا الموضع ظرف العامل فيه {لخاسرون} والنون عوض من المحذوف. والتقدير: إنكم إذا اتبعتموهم لخاسرون، فلما حذف ما أضيف إليه عوض من ذلك النون، فصادفت الألف، فالتقى ساكنان، فحذفت الألف لالتقائهما والتعويض فيه مثل التعويض في (يومئذ) و (حينئذ) ونحوه.
وما ذهب إليه هذا الزاعم ليس بشيء، لأنه لم يثبت التعويض والحذف في (إذ) التي للاستقبال في موضع، فيحمل هذا عليه».
وفي البرهان للزركشي ٤: ١٨٨: «ولم يذكر النحاة حذف الجملة من (إذا) وتعويض التنوين عنها وقال الشيخ أبو حيان في التذكرة: ذكر لي علم الدين القمني أن القاضي تقي الدين بن رزين كان يذهب إلى أن (إذن) عوض من الجملة المحذوفة، وليس هذا بقول نحوي.
وقال القاضي ابن الجويني: وأنا أظن أنه يجوز أن تقول لمن قال لك: أنا آتيك: إذن أكرمك؛ بالرفع على معنى: إذا أتيتني أكرمك، فحذف (أتيتني) وعوض التنوين عن الجملة، فسقطت الألف لالتقاء الساكنين». وانظر الاتقان ١: ١٥٠، الهمع ٢: ٦ - ٧. وقال الرضى في شرح الكفاية ٢: ٢١٩ - ٢٢٠: «وكذا يتوسط (إذن) بين جزئي ما هو جزاؤه معنى. تقول: أنا إذن خارج وإن كان نحو ذلك لا يجوز في كلمة الشرط إلا ضرورة قال: