٣ - أن يقترن غير العاقل بالعاقل في عموم فصل بمن، كقوله تعالى:{والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع}[٢٤: ٤٥].
وجعل الفراء المسوغ هو الاختلاط قال في معاني القرآن ٢: ٢٥٧: «يقال كيف قال من يمشي، وإنما تكون (من) للناس وقد جعلها هاهنا للبهائم؟
قلت: لما قال: (خلق كل دابة) فدخل فيهم الناس كنى عنهم فقال: (منهم) لمخالطتهم الناس، ثم فسرهم بمن لما كنى عنهم كناية الناس خاصة، وأنت قائل في الكلام: من هذان المقبلان لرجل ودابته، أو رجل وبعيره، فتقول له بمن وبما لاختلاطهما؛ ألا ترى أنك تقول: الرجل وأباعره مقبلون، فكأنهم ناس إذا قلت: مقبلون».
وفي المقتضب ٢: ٥٠ - ٥١: «فإن قال قائل: فقد قال الله عز وجل: {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه} فهاذ لغير الآدميين، وكذلك (ومنهم من يمشي على أربع).
قيل: إنما جاز هذا، لأنه قد خلط مع الآدميين غيرهم بقوله (والله خلق كل دابة من ماء) وإذا اختلط المذكوران جرى على أحدهما ما هو للآخر إذا كان في مثل معناه».
وقوله تعالى:{فلما جاءها نودى أن بورك من في النار ومن حولها}[٢٧: ٨].
(من في النار) ذاته على حذف مضاف، أي من قدرته وسلطانه. وقيل:(من) للملائكة، وقيل: هي لغير العاقل أراد النور والشجرة التي تنقد فيها.
(ومن حولها) الملائكة. وقيل: لغير العاقل وهي الأمكنة التي حول النار. البحر ٧: ٥٥ - ٥٦.