بكسر الحاء وضم الباء فأحسبه سهوًا، وذلك أنه ليس في كلامهم (فِعل) أصلاً بكسر الفاء وضم العين». وخرجها أبو حيان على أن الكسر في حاء (الحبك) إنما كان إتباعًا لكسرة تاء (ذات) قبلها قال في البحر ٨: ١٣٤: «وقرأ أبو مالك أيضًا بكسر الحاء وضم الباء، وذكرها ابن عطية عن الحسن، وقال ابن عطية: وهي قراءة شاذة غير متوجهة ... والأحسن عندي أن تكون مما أتبع فيه حركة الحاء لحركة ذات، ولم يعتد باللام الساكنة».
وأقول: إن الإتباع جاء في القراءات المتواترة: قرأ أبو جعفر قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا} قرأ بضم تاء الملائكة في المواضع الخمسة. فهذه قراءة عشرية. وجمهور العلماء على أن القراءات الثلاث المكلمة للعشر متواترة أيضًا كالسبع.
وقد وقفت على قراءة أخرى شاذة أيضًا: قرئ في قوله تعالى: {وذروا ما بقى من الربا}.
قرأ الربو، بكسر الراء وضم الباء، وهذه القراءة أشد لأن الاسم المعرب فيها قد ختم بواو ساكنة قبلها ضمة، وهذا لا يكاد يوجد في الأسماء العربية. انظر المحتسب ١: ١٤٢ والبحر ٢: ٣٣٨.
الصيغ العشر الباقية موجودة في القرآن وتختلف كثرة وقلة.
فأكثرها وقوعا في القرآن صيغة (فَعل) تزيد موادها في الأسماء عن ١٢٠ وهي في المصادر نحو مائتي مادة. ويظهر أن بناء (فعْل كثير في كلام العرب أيضًا. قال أبو الفتح في الخصائص ١: ٦١: «لذلك كان مثال (فعل) أعدل الأبنية، حتى كثر وشاع وانتشر».