وأكثرها تفصيلاً فقد كان لي معه مناقشات، إذ رأيته حريصًا على تخطئة الزمخشري في الكشاف فيدعوه ذلك إلى تخطئته والرد عليه، ثم يعود فيما بعد إلى قول الزمخشري ناسيًا أنه خطأه وضعف رأيه، لذلك كان تصوير مذهب أبي حيان متوقفًا على متابعة أحاديثه في البحر المحيط.
قد يقول قائل: إن ابن هشام قد أغنى القراء في دراسة الحروف والأدوات بكتابه «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» فما الذي جاء به كتابك بعده؟
وأكتفي في الجواب بهذه الموازنة: تكلم ابن هشام عن (إلا) الاستثنائية في القرآن وفي كلام العرب، فلم يتجاوز حديثه (٥٠ - ٦٠) سطرًا على اختلاف طبعات المغني، واستغرق حديثي عن (إلا) الاستثنائية في القرآن وحده (١٥٣) صفحة، تزيد عن ثلاثة آلاف سطر.
وابن هشام يقول في المغني ٢: ١٧٧: «لأني وضعت كتابي لإفادة متعاطي التفسير والعربية جميعًا».
وقيل له: هلا فسرت القرآن أو أعربته؟، فقال: أغناني المغني.