للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله} [٢٢: ٤٠]. قال الزمخشري بالإبدال، وقال أبو حيان: يجوز على الصفة، [البحر ٦: ٣٧٤].

العكبري [٢: ٧٦]، الكشاف [٣: ٣٤]، وقال الفراء: «فإن شئت جعلت قوله {إلا أن يقولوا ربنا الله} في موضع خفض ترده على الباء في {بغير حق}، وإن شئت جعلت (أن) مستثناة» معاني القرآن [٢: ٢٢٧].

٥ - {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون* إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} [٤٣: ٢٦ - ٢٧].

في الكشاف [٣: ٤١٦]: «استثناء» منقطع، كأنه قال: لكن الذي فطرني فإنه سيهدين.

وأن يكون مجرورا بدلا من المجرور بمن، كأنه قال: إنني براء مما تعبدون إلا من الذي فطرني.

فإن قلت: كيف تجعله بدلا، وليس من جنس ما تعبدون؟ ...

قلت: قالوا: كانوا يعبدون الله مع أوثانهم.

(ويجوز) أن تكون (إلا) صفة بمعنى غير أن (ما) في {مما تعبدون} موصوفة «تقديره: إنني براء من آلهة تعبدونها غير الذي فطرني، فهو نظير قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}».

وفي البحر [٨: ١٢]: «ووجه البدل لا يجوز؛ لأنه إنما يكون في غير الموجب من النفي؛ والنهي، والاستفهام، ألا ترى أنه يصلح ما بعد (إلا) لتفريغ العامل له و {إنني براء} جملة موجبة، فلا يصلح أن يفرغ العامل فيها الذي هو برئ لما بعد (إلا) ...».

وأما تقديره (ما) نكرة موصوفة فلم يبقها موصولة لاعتقاده أن (إلا) لا تكون صفة إلا لنكرة، وهذه المسألة فيه خلاف: من النحويين من قال: توصف بها النكرة والمعرفة، فعلى هذا تبقى (ما) موصولة، وتكون (إلا) في موضع الصفة

<<  <  ج: ص:  >  >>