في المحتسب ٢: ٢٦٨ - ٢٦٩: «ومن ذلك قراءة ابن محيصن: {فهل يهلك} قال هارون: وبعض الناس يقول: {فهل يهلك} ...
قال أبو الفتح: أما (يهلك) بكسر اللام فواضحة. وهي المعروفة، وأما (يهلك) بفتح الياء واللام جميعا فشاذة ومرغوب عنها لأن الماضي (هلك) فعل مفتوحة العين. ولا يأتي (يفعل) بفتح العين فيهما جميعًا إلا الشاذ، وإنما هو أيضًا لغات تداخلت، ولكنه يأتي مع حروف الحلق إذا كانت عينا أو لاما ...».
وفي ابن خالويه: يهلك ابن محيصن. يهلك أبو مجلز.
وفي البحر ٨: ٦٩: «قرأ ابن محيصن فيما حكى ابن خالويه بفتح الياء وكسر اللام وعنه أيضًا بفتح الياء واللام وماضيه هلك بكسر اللام وهي لغة. قال أبو الفتح: هي مرغوب عنها».
يعني أبو الفتح أن ذلك على أن الفعل هلك مفتوح اللام (هلك).
٥ - فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ... [١٤: ٣٧].
في المحتسب ١: ١٦٤ - ٣٦٥: «ومن ذلك قراءة على بن أبي طالب وجعفر بن محمد بن علي وجعفر بن محمد ومجاهد: {تهوى} بفتح الواو.
وقرأ مسلمة بن عبد الله {تهوى إليهم}.
قال أبو الفتح: أما قراءة الجماعة: {تهوى إليهم} بكسر الواو فتميل إليهم أي تحبهم. فهذا في المعنى كقولهم: فلان ينحط في هواك أي يخلد إليه ويقيم عليه، وذلك أن الإنسان إذا أحب شيئًا أكثر من ذكره وأقام عليه فإذا كرهه أسرع عنه وخف إلى سواه.
ومنه قولهم: هويت فلانا. فهاذ من لفظ هوى الشيء يهوى إلا أنهم خالفوا بين المثالين. لاختلاف ظاهر لأمرين وإن كانا على معنى واحد متلاقيين.