٤ - {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك}[١١: ١٠٧].
في الكشاف ٢: ٢٣٥: «فإن قلت: فما معنى الاستثناء في قوله: {إلا ما شاء ربك}، وقد ثبت خلود أهل الجنة والنار في الأبد من غير استثناء؟
قلت: هو استثناء من الخلود في عذاب النار، ومن الخلود في نعيم الجنة، وذلك أن أهل النار لا يخلدون في عذاب النار وحده، بل يعذبون بالزمهرير، وبأنواع أخرى من العذاب، وبما هو أغلظ منها كلها، وهو سخط الله عليهم، وخسؤه لهم، وإهانته إياهم.
وكذلك أهل الجنة لهم سوى الجنة ما هو أكبر منها، وأجل موقعا وهو رضوان الله، كما قال:{ورضوان من الله أكبر} ولهم ما يتفضل الله به عليهم سوى ثواب الجنة مما لا يعرف كنهه إلا هو، فهو المراد بالاستثناء».
وفي البحر ٥: ٢٦٣ - ٢٦٤: «والظاهر أن قوله: {إلا ما شاء ربك} استثناء من الزمان الدال عليه قوله: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض} والمعنى: إلا الزمان الذي شاءه الله تعالى ..
ويمكن أن يكون هذا الزمان المستثنى هو الزمان الذي يفصل الله بين الخلق يوم القيامة، إذا كان الاستثناء من الكون في النار والجنة؛ لأنه زمان يخلو فيه الشقي والسعيد من دخول النار أو الجنة.
وأما إن كان الاستثناء من الخلود فيمكن ذلك بالنسبة لأهل النار، ويكون الزمان المستثنى هو الزمان الذي فات أهل النار العصاة من المؤمنين الذين يخرجون من النار ويدخلون الجنة، فليسوا خالدين فيها ..
ويكون {الذين شقوا} شاملا الكفار وعصاة المسلمين.
وأما بالنسبة لأهل الجنة فلا يتأتى منهم ما يتأتى في أهل النار؛ إذ ليس منهم من يدخل الجنة ثم لا يخلد فيها ..
ويجوز أن يكون استثناء من الضمير المستكن في الجار والمجرور، أو في