نحن بصراء، وكذلك: أم أنا خير بمنزلة لو قال أنتم بصراء».
وكذلك جعل الفراء [أم] منقطعة. [معاني القرآن ١: ٧٢].
والمبرد في المقتضب ٣: ٢٩٦ جعل [أم] منقطعة قال: «وهذه [أم] منقطعة لأنه أدركه الشك في بصرهم: كالمسألة في قولك: أزيد في الدار أم لا».
ونسب أبو حيان إلى سيبويه أنه جعل [أم] في الآية متصلة. [البحر ٨: ٢٢].
وكذلك فعل ابن هشام في المغني ١: ٤٢. وقد رد عليه الدماميني ١: ٩٥.
وقال السيرافي في شرح كلام سيبويه: «إنه إذا كان بعد [أم] نقيض ما قبلها فهي منقطعة، وذلك لأن السائل لو اقتصر في ذلك المثال على قوله: أعندك زيد».
لاقتضى استفهامه هذا أن يجاب بنعم أو لا فقوله: أم لا مستغنى عنه في تتميم الاستفهام الأول، وإنما يذكره الذاكر ليبين أنه عرض له الظن في نفي أنه عبده.
كما كان قد عرض له في ثبوت كونه عنده. وكذا في الآية: لو اقتصر على قوله {أفلا تبصرون} لاستدعى أن يقال له: نبصر أو لا نبصر، فكان في غنية عن ذكر ما بعده، لكنه أفاد بقوله: {أم أنا خير} عروض الظن له في أنهم يبصرون بعد ما ظن أولا أنهم لا يبصرون».
ويبعد أن تكون [أم] متصلة على هذا التقدير: أفلا تبصرون أم تبصرون ما قالوه من تقديم المثبت على المنفي مع [أم] المعادلة.
في البرهان ٤: ١٨٥: «قال الصفار: إذا كانت الجملتان موجبتين قدمت أيهما شئت، وإن كانت إحداهما منفية أخرتها، فقلت: أقام زيد أم لم يقم، ولا يجوز أم لم يقم أم لا، ولا، سواء على أم لم تقم أم قمت». وانظر الهمع ٢: ١٣٢.
وفي البيان في غريب إعراب القرآن ٢: ٣٥٤: «أم هنا هنا منقطعة».
وانظر القرطبي ٧: ٥٩١٩ - ٥٩٢٠، البحر ٨: ٢٢ - ٢٣، العكبري ٢: ١١٩، الدماميني ١: ٩٤ - ١٠٣، الخزانة ٢: ٣٣٦، أبو السعود ٥: ٤٦، الجمل ٤: ٨٨.
١٠ - {ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون * أم آتيناهم كتابا من قبله فهم