سنراه في بعض الآيات يحتم مصدرية [أن] الموصولة بفعل الأمر ويمنع أن تكون تفسيرية، وفي بعض الآيات يرجح المصدرية على التفسيرية، وفي آيات كثيرة يجور المصدرية والتفسيرية.
٤ - تصرف المصدر المؤول من [أن] والفعل في وجوه كثيرة من الأعراب في القرآن: فوقع مرفوعا، ومنصوبا، ومجرورا بالحرف، وبالإضافة وأعجب بعد ذلك لابن الطراوة الذي منع من أن يقع المصدر المؤول من [أن] والفعل مضافا إليه. الهمع ٢: ٣.
وردنا على ابن الطراوة أن نقول له: إن المصدر المؤول من [أن] والفعل جاء مضافا إليه في ثلاثة وثلاثين موضعا من القرآن الكريم.
أضيفت [قبل] إلى هذا المصدر في ٢٩ موضعا، وأضيفت إليه [بعد] في أربعة مواضع؛ كما قدر المضاف المحذوف، وأعرب المضاف إليه، وهو المصدر المؤول من [أن] والفعل بإعراب المضاف في آيات كثيرة جدا.
٥ - منع سيبويه أن يعرب المصدر المؤول حالا، وقد أعرب الزمخشري والعكبري المصدر المؤول من [أن] والفعل حالات في آيات كثيرة، وكان أبو حيان يرد هذا الإعراب بمنع سيبويه ذلك، وفي بعض الآيات يرى أن الاستثناء من الأحوال ظاهر، ثم يعتذر بمنع سيبويه، البحر ٢: ٢٣٥.
٦ - أعرب الزمخشري المصدر المؤول من [أن] والفعل منصوبا على الظرفية الزمانية بتقدير حذف المضاف، وكان يصرح في كل موضع بأن المضاف محذوف وهذا يشعر بأن هذا الإعراب اكتسبه المصدر المؤول عن طريق إحلال المضاف إليه محل المضاف، وليس عن طريق دلالة [أن] المصدرية على الزمان.
وقد سلك العكبري طريق الزمخشري، فأعرب المصدر المؤول منصوبا على الظرفية، بتقدير حذف المضاف.