للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الماضي وغيره علينا. البحر ٣: ١٥٩.

٣ - إن الله كان عليما حكيما [٤: ١١]

تقدم الكلام في (كان) إذا جاء في نسبة الخبر لله تعالى، ومن زعم أنها التامة، وانتصب {عليما} على الحال فقوله ضعيف، أو أنها الزائدة فقوله خطأ. البحر ٣: ١٨٧، الجمل ١: ٣٦٣.

٤ - ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ... [٤: ٢٢]

في معاني القرآن للزجاج ٢: ٣٢: «وقال أبو العباس محمد بن زيد: جائز أن تكون (كان) زائدة، فالمعنى على هذا: إنه فاحشة وقعت، وأنشد في ذلك قول الشاعر:

فكيف إذا حللت بدار قوم ... وجيران لنا كانوا كرام

قال أبو إسحاق: هذا غلط من أبي العباس، لأن (كان) لو كانت زائدة لم تنصب خبرها، والدليل على هذا البيت الذي أنشده

وجيران لنا كانوا كرام ... ولم يقل: كانوا كراما»

والمبرد لم يقل بزيادة (كان) في هذه الآية، وإنما قال بزيادتها في الآية: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا}.

ويرى المبرد أيضًا أن (كان) في بيت الفرزدق: وجيران لنا كانوا كرام ليست زائدة. قال في المقتضب ٤: ١١٧: «وتأويل هذا سقوط (كان) على: وجيران لنا كرام في قول النحويين أجمعين، وهو عندي على خلاف ما قالوا من إلغاء (كان)، وذلك أن خبر (كان) (لنا) فتقديره:

وجيران كرام كانوا لنا».

وكذلك ذكر هذا الكلام في كتابه (نقد كتاب سيبويه) انظر المقتضب وتعليقه ٤: ١١٦ - ١١٧، والخزانة ٤: ٣٩٨، والبحر ٣: ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>