والوجه الثاني: جعل لا أبرح مسندًا من حيث اللفظ إلى المتكلم، ومن حيث المعنى إلى ذلك المقدر المحذوف وجعل خبر (لا أبرح) هو {حتى أبلغ}. البحر ٦: ١٤٣ - ١٤٤، الجمل ٣: ٣٢.
٣ - لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البنية [٩٨: ١]
{منفكين} اسم فاعل من (انفك)، وهي التامة، وليست الداخلة على المبتدأ والخبر. وقال بعض النحاة هي الناقصة ويقدر: منفكين: عارفين أمر محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو نحو هذا.
وخبر (كان) وأخواتها لا يجوز حذفه، لا اقتصارًا، ولا اختصارًا، وقالوا في قوله: حين ليس مجبر. أي في الدنيا، فحذف الخبر ضرورة. البحر ٨: ٤٩٨.
عطف الاسم على الاسم والخبر على الخبر
١ - وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا [٧: ٨٧]
طائفة: عطف على طائفة الأولى، فهي اسم (كان) ولم يؤمنوا معطوف على آمنوا الذي هو خبر (كان) عطفت اسمًا على اسم، وخبرًا على خبر.
ومثله ما لو قلت: كان عبد الله ذاهبًا وبكر خارجًا، وقد حذف وصف طائفة الثانية لدلالة وصف الأولى عليه، وحذف أيضًا متعلق الإيمان في الثانية لدلالة الأول عليه، إذ التقدير: لم يؤمنوا بالذي أرسلت به. الجمل ٢: ١٦١ - ١٦٢.
ما زال
١ - ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردكم عن دينكم إن استطاعوا [٢: ٢١٧]
زال من أخوات (كان) وهي التي مضارعها يزال، وهي من زوات الياء، وزنها