وفي المحتسب ١: ٢٦٠: «ومن ذلك قراءة أبي وجزة السعدي.
{هدنا إليك}.
قال أبو الفتح: أما {هدنا} بضم الهاء مع الجماعة فتبنا، والهود: جمع هائد، أي تائب، وأما {هدنا} بكسر الهاء في هذه القراءة فمعناه:
انجذبنا وتحركنا، يقال: هادني يهيدني هيدا: أي جذبني وحركني، فكأنه قال: إنا هدنا أنفسنا إليك، وحركناها نحو طاعتك قال:
ألما علهيا فانعياني وانظرا ... أبنصتها أم لا يهيدها ذكرى
أي لم يهيجها ذكرى. ومنه قولهم في زجر الإبل: هيد، أي أسرعي».
٢ - ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها [٣٣: ١٤]
عن الحسن {سولوا} بواو ساكنة بدل الهمزة. الإتحاف: ٣٥٤.
وفي البحر ٧: ٢٨١: قرأ الحسن: {سولوا} قالوا: هي من سال يسال كخاف يخاف، لغة سأل المهموز، حكى أبو زيد هما يستاولان. ويجوز أن يكون أصلها الهمز، ثم قلبت الهمزة واوا لكونها بعد ضمة، وعلى قول من قال في بؤس: بوس.
وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو: سيلوا، وقرأ مجاهد (سويلوا). البحر ٧: ٢١٨ - ٢١٩.
وفي المحتسب ٢: ١٧٧ - ١٧٨: «من ذلك قرأة الحسن: {ثم سولوا الفتنة}.
مرفوعة السين، ولا يجعل فيها ياء، ولا يمدها.
قال أبو الفتح: اعلم أن في (سأل) لغتين:
إحداهما: سأل يسأل، مهموزًا. . . والأخرى سال يسال كخاف يخاف، والعين من هذه اللغة واو، لما حكاه أبو زيد من قوله: هما يتساولان، كقولك يتقاومان أن ويتقاولان.
والذي ينبغي أن تحمل عليه هذه القراءة هو أن تكون على لغة من قال: سال يسال، كخاف يخاف.
وأقيس اللغات في هذا أن يقال عند إسناد الفعل إلى المفعول: سيلوا، كعيدوا مثل يل وبيع، وسير.