وفي شرح الكافية للرضي: ١: ١٦٠: «والمثال الذي أورده المصنف من الكتاب العزيز، أعنى قوله:{إنا كل شيء خلقناه بقدر} لا يتفاوت فيه المعنى، كما يتفاوت في مثالنا، سواء جعلت الفعل خبرا أو صفة، فلا يصح إذن للتمثيل وذلك لأن مراده تعالى بكل شيء: كل مخلوق نصبت كل، أو رفعته، وساء جعلت {خلقناه} صفة مع الر فع أو خبرا عنه، وذلك أن قوله (خلقنا كل شيء بقدر) لا يريد به: خلقنا كل ما يقع عليه اسم شيء، لأنه تعالى لم يخلق جميع الممكنات غير المتناهية، ويقع كل واحد منها اسم شيء، فكل شيء في هذه الآية ليس كما في قوله تعالى:{والله على كل شيء قدير} لأن معناه: أنه قادر على كل شيء غير متناه، فإذا تقرر هذا قلنا، إن معنى {كل شيء خلقناه بقدر} على أن خلقناه هو الخبر: كل مخلوق مخلوق بقدر وعلى أن {خلقناه} صفة: كل شيء مخلوق كائن بقدر، والمعنيان واحد».
قال قوم: إذا كان الفعل يتوهم فيه الوصف، وأن ما بعده يصلح للخبر، وكان المعنى على أن يكون الفعل هو الخبر.
اختير النصب في الاسم الأول، حتى يتضح أن الفعل ليس بوصف، ومنه هذا الموضع.
البحر ٨: ١٨٣، العكبري ٢: ١٣٢.
في المغني: ٦٢٢: «وقد التزم بعضهم جواز مجيء قراءة الأكثر على ذلك مستدلا بقوله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} فإن النصب فيها عند سيبويه على حد قولهم: زيدا ضربته، ولم ير خوف إلباس المفسر بالصفة مرجحا كما رآه المتأخرين».
وفي شرح الأشموني ١: ٤٣١ - ٤٣٢: «وثالثها: أن يكون رفعه يوهم وصفا مخلا بالمقصود، ويكون نصبه نصا في المقصود كما في {إنا كل شيء خلقناه بقدر} إذ النصب نص في عموم خلق الأشياء خبرها وشرها بقدر، وهو المقصود، وفي الرفع إيهام كون الفعل وصفا مخصصا، وبقدر هو الخبر، وليس المقصود لإيهامه