وقال ابن عطية: ذلك خطأ، لأن الظرف ينبغي أن يكون مبهما، وهذه ليست كذلك، بل هي أرض مقيدة بأنها بعيدة، أو قاصية ونحو ذلك، فزال بذلك إبهامها، ومعلوم أن يوسف لم يحل من الكون في أرض، فتبين أنهم أرادوا أرضا بعيدة غير التي هو فيها.
وهذا الرد صحيح لو قتل: جلست دارًا بعيدة، أو قعدت مكانا بعيدا لم يصح إلا بوساطة (في) ولا يجوز حذفها إلا في ضرورة شعر، أو مع دخلت: أهي لازمة أو متعدية. البحر ٥: ٢٨٣ - ٢٨٤، العكبري ٢: ٢٦.
٢ - كنا طرائق قددا [٧٢: ١١]
في الكشاف ٤: ٦٢٧: «أي كنا ذوي مذاهب مفترقة مختلفة، أو كنا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة، أو كنا في طرائق مختلفة، كقوله:
كما عسل الطريق الثعلب
أو كانت طرائقنا طرائق قددا على حذف المضاف الذي هو الطرائق وإقامة الضمير المضاف إليه مقامه».
وإما التقدير الثالث وهو أن ينتصب على إسقاط (في) فلا يجوز ذلك إلا في الضرورة، وقد نص سيبويه على أن (عسل الطريق) شاذ فلا ينخرج عليه القرآن. البحر ٨: ٣٥٠.