للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه الكلم بعضه إلي بعض، وذلك من أحد عشر إلي تسعة عشر، فلما فارقوا أصول الكلام من الإفراد وصاروا إلي الضم فارقوا أيضا أصول أوضاعهم، ومألوف لغتهم، فأسكن من كان يحرك، وحرك من كان يسكن، كما أنهم لما حذفوا هاء حنيفة للإضافة حذفوا معها الياء، فقالوا: حنفي، ولما لم يكن في (حنيف) هاء تحذف، فتحذف لها الياء قالوا فيه: حنيفي ...

وأما (اثنتا عشرة) بفتح الشين فعلي وجه طريف، وذلك أن قوله: (اثنتي) يختص بالتأنيث، و (عشرة) بفتح الشين تختص بالتذكير، وكا واحد من هذين يدفع صاحبه.

وأقرب ما ترف إليه هذه القراءة أن يكون شبه (اثنتي عشرة) بالعقود ما بين العشرة إلي المائة، ألا تراك تقول: عشرون وثلاثون فتجد فيه لفظ التذكير ولفظ التأنيث ...

وحسن تشبيه (اثنتي عشرة) برءوس العقود دون المائة من حيث كان إعراب كل واحد منهما بالحرف، لا بالحركة، وذلك اثنتا عشرة واثنتي عشر، فهذا نحو من قولهم: عشرون وخمسون وتسعون فافهمه.

ومما يدلك علي أن ضم أسماء العدد بعضها إلي بعض يدعو إلي تحريفها عن عادة استعمالها قولهم: أحد عشر رجلا، وإحدى عشرة امرأة، وكان قياس أربع وأربعة، وخمس وخمسة أن يكون هذا أحد وأحدة، ألا تري أن إحدى- وهي فعلي، وأصلها وحدي- كيف عاقبت في المذكر (فعلا) وهو أحد وأصله وحد.

وأما إحدى وعشرون إلي التسعين فإنه لما سبق التحريف إليها في إحدى عشرة ثبت فيها فيما بعد.

٦ - وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا [١٦٠:٧]

عن المطوعي (عشرة) بكسر الشين، وعنه إسكانها لغة الحجاز، وبه قرأ الجمهور. الإتحاف:٢٣١

ابن وثاب والأعمش وطلحة بن سليمان (عشرة) بكسر الشين، وعنهم الفتح أيضا، وأبو حيرة وطلحة بن مصرف بالكسر، وهي لغة تميم، والجمهور

<<  <  ج: ص:  >  >>