البحر ١٨٩:١ - ١٩٠:«والرابط محذوف، فيجوز أن يكون التقدير: لا تجزي فيه، فحذف حرف الجر، فاتصل الضمير بالفعل، ثم حذف الضمير، فيكون الحذف بالتدريج، أو عداه إلى الضمير أولاً اتساعًا وهذا اختيار أبي علي، وإياه نختار، قال المهدوي: والوجهان، يعني تقديره: لا تجري فيه، ولا تجزيه جائزان عند سيبويه والأخفش والزجاج. وقال الكسائي: لا يكون المحذوف إلا الهاء، قال: لا يجوز أن تقول: هذا رجل قصدت، ولا رأيت رجلاً أرغب، وأنت تريد: قصدت غليه، وأرغب فيه. وحذف الضمير من الجملة الواقعة صلة جائز، ومنه قوله:
فما أدري أغيرهم ثناء وطول العهد أم مال أصابوا
يريد: أصابوه».
وفي معاني القرآن للزجاج ٩٨:١ - ٩٩: «ومعنى (لا تجزي نفس عن نفس شيئًا) أي لا تجزي فيه، وقيل: لا تجزيه، وحذف (فيه) هنا سائغ، لأن (في) مع الظرف محذوفة، تقول: أتيتك اليوم، وأتيتك في اليوم، فإذا أضمرت قلت: أتيتك فيه، ويجوز أن تقول: أتيتكه قال الشاعر:
ويمًا شهدناه سليمًا وعامرًا ... قليلاً سوى الطعن النهال نوافله