للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ [٨٤:٥]

ونطمع: الأحسن أن تكون استئنافًا، والواو عاطفة جملة على جملة (وما لنا لا نؤمن) لا عاطفة على (نؤمن) أو على (لا نؤمن)، ولا على أن تكون الواو للحال. قال الزمخشري: الواو واو الحال والعامل في الحال معنى الفعل العامل في (لا نؤمن) ولكن مقيدًا بالحال الأولى، لأنك لو أزلتها وقلت: وما لنا نطمع لم يطن كلامًا.

وما ذكره من أن الحالين العامل فيهما واحد، وهو ما في اللام من معنى الفعل، كأنه قيل: أي شيء حصل لنا غير مؤمنين طامعين ليس بجيد، لأن الأصح أنه لا يجوز أن يقتضي العامل حالين، لذى حال واحد إلا بحرف عطف إلا في (أفعل) التفضيل فالأصح أنه لا يجوز فيه ذلك.

وذو الحال هنا واحد، وهو الضمير في (لنا) ولأنه أيضًا تكون الواو قد دخلت على المضارع المثبت ويحتاج إلى تأويل، أي ونحن نطمع. وقال الزمخشري: ويجوز أن يكون (ونطمع) حالاً من (لا نؤمن) على أنم أنكروا على أنفسهم لأنهم لا يوحدون الله، ويطمعون مع ذلك أن يصبحوا الصالحين. وفيه أيضًا دخول الواو على المضارع المثبت. البحر ٧:٤، الكشاف ٦٧٠:٢

٦ - وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ [٤٣:٧]

تجري: حال عاملها (نزعنا) قاله الحوفي. وقال أبو البقاء: عاملها معنى الإضافة.

وكلا القولين لا يصح، لأن تجري ليس من صفات الفاعل الذي هو (ما في صدورهم) ولأن معنى الإضافة لا يعمل إلا إذا كانت إضافة يمكن للمضاف أن يعمل، إذا جرد من الإضافة رفعًا ونصبًا فيما بعده.

والظاهر أنه خبر مستأنف عن صفة حالهم.

البحر ٢٩٨:٤ - ٢٩٩، العكبري ١٥٢:١

<<  <  ج: ص:  >  >>