للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - استقبح السهيلي أن يقع المضارع المقرون بالسين خبرا للمبتدأ تعبا لشيخه ابن الطراوة، وقد ناقش شيخه في ذلك وقال له: أليس قد قال الله سبحانه وتعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار} [٤: ٥٧]. فجاء بالسين في خبر المبتدأ. فقال: اقرأ ما قبل الآية، فقرات: {إن الذين كفروا} [٤: ٥٦]. فضحك وقال: لقد كنت أفزعتني، أليست هذه (إن) في الجملة المتقدمة، وهذه الأخرى معطوفة بالواو. والوو تنوب مناب تكرار العامل، فسلمت له وسكت. نتائج الفكر ص ٨٠.

هكذا قال السهيلي: فسلمت له وسكت من غير أن يكلف نفسه استقراء أسلوب القرآن الكريم والاحتكام له.

ثم جاء ابن القيم فنقل كلام السهيلي بنصه وفصه من غير أن يحتكم هو الآخر لأسلوب القرآن، وإن كنت لا أشك لحظة في أن ابن القيم كان مجيدًا لحفظ القرآن.

إن في سورة النساء وحدها آيات جاء فيها خبر المبتدأ مضارعا مقرونا بالسين من غير أن تتقدم (إن) في الكلام، وذلك قوله تعالى:

١ - والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار [٤: ١٢٢].

٢ - والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنوتيهم أجرًا عظيما [٤: ١٦٢].

٣ - فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه [٤: ١٧٥].

٤ - أولئك سوف يؤتيهم أجورهم [٤: ١٥٢]. (مع سوف)

وفي سورة النساء جاءت جملة المضارع المقرون بالسين جوابا للشرط (وقد قيل إنه الخبر) في قوله تعالى:

١ - ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا [٤: ١٧٢]

ومع {سوف} في قوله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>