وإن كانت خطأ في الكتاب فليس على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جناية الكاتب في الخط ... وكذلك لحن اللاحنين من القراء المتأخرين لا يجعل حجة على الكتاب ... ثم يطعن في حمزة وإن لم يسمه.
ثم يقول ص ٤٣:«وما أقل من سلم من هذه الطبقة في حرفه من الغلط والوهم، فقد قرأ بعض المتقدمين {ما تلوته عليكم ولا أدرأتكم به} ١٠: ١٦ فهمز، وإنما هو من دريت بكذا وكذا، وقرأ {وما تنزلت به الشياطون} ٢٦: ٢١٠ توهم أنه جمع بالواو والنون وقرأ آخر: {فلا تشمت بي الأعداء} ٧: ١٥٠، بفتح التاء، وكسر الميم، ونصب الأعداء، وإنما هو من أشمت الله العدو فهو يشمته، ولا يقال: شمت الله العدو.
وقال الأعمش: قرأت عند إبراهيم، وطلحة بن مصرف {قال لمن حوله ألا تستمعون} ٢٦: ٢٥.
فقال إبراهيم ما تزال تأتينا بحرف أشنع، إنما هو {لمن حوله}، واستشهد طلحة فقال مثل قوله: قال الأعمش: فقلت لهما: لحنتما، لا أقاعدكما اليوم.
وقرأ يحيى بن وثاب:{وإن تلوا أو تعرضوا} ٤: ١٣٥ من الولاية، ولا وجه للولاية هاهنا ... وقرأ الأعمش:{وما أنتم بمصرخي} ١٤: ٢٢ بكسر الياء، كأنه ظن أن الباء تخفض الحرف كله. وقرأ حمزة {ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله} ٣٥: ٤٣ فجزم الحرف الأول، والجزم لا يدخل الأسماء، وأعرب الآخر، وهو مثله، وقرأ نافع {فبم تبشرون} ١٥: ٥٤ بكسر النون ولو أريد بها الوجه الذي ذهب إليه الكاتب لكانت {فبم تبشرونني} بنونين لأنها في موضع رفع: وقرأ حمزة {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا} ٨: ٥٩ بالياء ... وهذا يكثر» انظر تأويل مشكل القرآن ص ٤٣ - ٤٥.
وتقدم خطؤه في إعراب قوله تعالى:{فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون}، {ولا يحزنك قولهم إن العزة لله} على قراءة فتح همزة (إن).
كما طعن في قراءة {أصحاب ليكة} البحر ٧: ٣٧ مع المبرد.