للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

وعلى هذا ينبني (١) الكلام في (٢)

الفصل الثاني

وهو: انقسام التأويل إلى صحيح وباطل

فالتأويل الصحيح هو القسمان الأولان، وهما حقيقة المعنى وما يؤول إليه في الخارج، أو تفسيره وبيان معناه، وهذا التأويل يعمُّ المحكم والمتشابه والأمر والخبر.

قال جابر بن عبد الله في حديث حجة الوداع: «ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين أَظهُرنا ينزل عليه القرآنُ، وهو يعلم تأويلَه، فما عَمِل به من شيءٍ عملنا به» (٣). فعِلْمُه صلوات الله وسلامه عليه بتأويله هو عِلمه بتفسيره وما يدل عليه، وعَملُه (٤) به هو تأويلُ ما أُمِر به ونُهِيَ عنه.

ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة آخِذٌ بخِطام ناقته وهو يقول (٥):


(١) «ح»: «يبنى».
(٢) «في» ليس في «ب».
(٣) أخرجه مسلم (١٢١٨) في حديث حجة الوداع الطويل.
(٤) «ب»: «وعلمه». وهو تصحيف.
(٥) الحديث أخرجه الطبري في «تاريخه» (٣/ ٢٤) والطبراني في «المعجم الكبير» (١٤٩٩٩) وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٤١١٤) والبيهقي في «دلائل النبوة» (٤/ ٣٢٣) عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر مرسلًا. وأخرجه الفاكهي في «أخبار مكة» (٦٢٧) عن أم عمارة الأنصارية - رضي الله عنها - به. وأخرجه الترمذي (٢٨٤٧) والنسائي (٢٨٧٣) وابن خزيمة (٢٦٨٠) وابن حبان (٤٥٢١) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - دون قوله: «نحن قتلناكم على تأويله» ـ وهو موضع الشاهد هنا ـ وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب».