للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه كلام الله ورسوله من التأويلات الفاسدة لا يليق حملُ كلام (١) آحاد فضلاء بني آدم عليها. ولهذا سقطت حُرمة الإيمان والقرآن والرسول من قلوبهم، ولهذا يُصرِّحون بأن القرآن والسُّنَّة لا تفيدان علمًا ولا يقينًا في هذا الباب [ق ١١٢ ب] ويقولون: إن الطريقة البرهانية ليست في القرآن، وإنها في منطق اليونان.

الوجه التاسع والثمانون بعد المائة: أن العظيم يُوصف به الأعيانُ والكلام والصفات والمعاني، أمَّا الأعيان فكقوله تعالى: {وَرَبُّ اُلْعَرْشِ اِلْعَظِيمِ} [المؤمنون: ٨٧]، وقوله: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: ٢٣]. وأمَّا المعاني فكقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤]، وقوله: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: ١٦].

فيُوصَف بالذوات (٢) وصفاتها وأفعالها، وكل موصوفٍ فصفته بحسبه، فعِظَم الذات شيءٌ وعِظَم صفاتها شيءٌ، وعِظَم القول شيءٌ، وعِظم الفعل شيءٌ. والرب تعالى له العظمة بكل اعتبارٍ وكل وجهٍ بذاته، والمعطِّلة تُنكر عظمة ذاته، ولا يثبتون إلَّا عظمةً معنويةً، لا يثبتون عظمة الذات. كما يقولون مثل ذلك في العلوِّ أنه علوٌّ (٣) معنويٌّ، لا أن ذاته عالية على كل المخلوقات، فليس عندهم عليًّا ولا عظيمًا إلَّا باعتبارٍ معنويٍّ فقط، كعلو قيمة الجوهر على قيمة الخزف، وأهل السُّنَّة أثبتوا له العلوَّ والعظمة بكل اعتبارٍ.


(١) «ح»: «كلامهم».
(٢) كذا في «ح»، ولعله «فيُوصف به الذات».
(٣) «ح»: «علي».