للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخامس: تركبه من المادة والصورة عند من يقول بهذا وهذا.

ولا ريب أنه يمتنع وجود موجودٍ قائمٍ بنفسه بدون ثبوت الأقسام الثلاثة الأولى، وتسميتهم لذلك تركيبًا خطأٌ وكذبٌ على اللغة.

وإن قالوا: نحن اصطلحنا على تسميته تركيبًا.

قيل: فلا ترتفع بسبب اصطلاحكم ـ المتضمن للتلبيس [ق ١٠٧ ب] والإيهام ـ الحقائق الموجودة والمعاني العقلية. ولا يُنكر بسببه (١) علمُ الربِّ وحياته وقوته وسمعه وبصره وكلامه وعلوه على خلقه واستوائه على عرشه، فإنه ليس في العقل ما ينفي ذلك، بل العقل الصريح يصدق السمع الدال على إثبات صفات الربِّ سبحانه ومباينته لمخلوقاته، والعقل أثبت موجودًا واجبًا بنفسه غنيًّا عمَّا سواه، وأمَّا كون ذلك الموجود مجردًا عن الصِّفات الثبوتية لا يوصف إلَّا بالسلوب والإضافات العدمية، فالعقل لا يدل على ذلك، بل يدل على خلافه كما يدل السمع (٢).

فصل

الطريق التاسع والعشرون (٣): أن يقال: ما أثبته هؤلاء المعطلة من المباينة لا يبطل الحلول والاتحاد، فإنهم أثبتوا مباينة في المفهوم كمباينة طعم التفاحة للونها وريحها وشكلها. ومعلومٌ أن هذه المباينة لا تقتضي انفصال كل من المتباينين من الآخر، بل هي ثابتة مع قيام هذه الصِّفات كلها


(١) «ح»: «بتشبيه». تصحيف.
(٢) «ح»: «المسمع». والمثبت هو الصواب.
(٣) «ح»: «الثلاثون». وهذا هو الوجه السادس والسبعون بعد المائة.