للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالفِرْية والكذب والاختلاق (١)، هل يمكنكم الخروج من دائرة المعطِّلين الذين قالوا: لو كان للعالَم صانعٌ قائمٌ (٢) بنفسه لَكان إمَّا داخلًا فيه أو خارجًا عنه، وإمَّا متصلًا أو منفصلًا عنه، وإمَّا مُحايِثًا له أو مُبايِنًا له، وإمَّا فوقه أو تحته، أو عن يمينه أو عن شماله، أو خلفه أو أمامه، فحيث لم يَثبُت له شيءٌ من ذلك استحالَ أن يكون مُغايِرًا للعالَم قائمًا بنفسه.

قالوا: وهذه العقول والفِطَر حاضرة، إذا عُرِض عليها ذلك وجدتَه من باب الجمع بين النقيضين. فدعونا من إخراج نصوص الوحي عن (٣) حقائقها، ودعوى أنها مجازات لا حقائقَ لها، لا تفيد يقينًا، ولا يُستفاد منها علمٌ بما يجب لله ويمتنع عليه البتةَ؛ إذ هي أدلة لفظية، وظواهر غير مفيدة لليقين (٤)، وأجيبوا (٥) هؤلاء المعطِّلة وأولئك المجسِّمة بزعمكم، وإلَّا فَلْيستحْيِ مِن مراجمة (٦) الناس بالأحجار مَن سقفُ بيتِه من الزُّجاج.

* * * * *


(١) «ح»: «والاختلاف».
(٢) «ح»: «صانعًا قائمًا».
(٣) «ح»: «من».
(٤) «ح»: «للتعيين». والمثبت هو الصواب، وقد مر على الصواب مرارًا.
(٥) «ح»: «أحيسوا». والمثبت هو الصواب.
(٦) «ح»: «مزاحمة» بالزاي والحاء، وهو تصحيف ما أثبت.