للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَمْ رَامَ قَبْلَكَ ذَاكَ مِنْ مُتَلَدِّدٍ (١) ... حَيْرَانَ عاشَ مَدَى الزَّمانِ جَهُولَا

مَا زَالَتِ الشُّبُهاتُ تَغْزُو قَلْبَهُ (٢) ... حَتَّى تَشَحَّطَ بَيْنَهُنَّ قَتِيلَا

فَتَرَاهُ بِالْكُلِّيِّ وَالْجُزْئِيِّ وَالذْ ... ذَاتِيِّ وَالعَرَضِيِّ (٣) طُولَ زَمَانِهِ مَشْغُولَا

فَإِذَا أَتَاهُ الْوَحْيُ لَمْ يَأْذَنْ لَهُ ... وَيَقُومُ بَيْنَ يَدَيْ عِدَاهُ مَثِيلَا

وَيَقُولُ تِلْكَ أَدِلَّةٌ لَفْظِيَّةٌ ... مَعْزُولَةٌ عَنْ أَنْ تَكُونَ دَلِيلَا

وَإِذَا تَمُرُّ عليهِ قَالَ لَهَا (٤) اذْهَبِي ... نَحْوَ الْمُجَسِّمِ أَوْ خُذِي التَّأْوِيلَا

وَإِذَا أَبَتْ إِلَّا النُّزُولَ عَلَيْهِ كَا ... نَ لَهَا الْقِرَى التَّحْرِيفَ وَالتَّبْدِيلَا

فَيَحِلُّ بالْأَعْدَاءِ ما تَلْقَاهُ مِنْ ... كَيْدٍ يَكُونُ لِحَقِّهَا تَعْطِيلَا

وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا بِعُمْيَانٍ خَلَوْا ... في ظُلْمَةٍ لَا يَهْتَدُونَ سَبِيلَا

فَتَصَادَمُوا بِأَكُفِّهِمْ وَعِصِيِّهِمْ ... ضَرْبًا يُدِيرُ رَحَى الْقِتَالِ طَوِيلَا

حَتَّى إِذا مَلُّوا الْقِتَالَ رَأَيْتَهُمْ ... مَشْجُوجًا (٥) اوْ مَفْجُوجًا (٦) اوْ مَقْتُولَا


(١) «ح»: «متلذذ». والمثبت من «م»، يقال: تلدد فلان: إذا تلفت يمينًا وشمالًا وتحير متبلدًا، مأخوذ من لديدَيِ الوادي أي: جانبيه. «تاج العروس» (٩/ ١٣٧).
(٢) «ح»: «قبله». والمثبت من «م».
(٣) كذا في «ح»، «م»، وزيادة قوله «والعرضي» تفسد الوزن.
(٤) «ح»: «لا». والمثبت من «م».
(٥) الشج في الرأس خاصة في الأصل، وهو أن يضربه بشيءٍ فيجرحه فيه ويشقه، ثم استعمل في غيره من الأعضاء. «الصحاح» (١/ ٣٢٣) و «النهاية في غريب الحديث» (٢/ ٤٤٥).
(٦) فج الأرض: شقها شقًّا بالغًا. «المعجم الوسيط» (٢/ ٦٧٤).