للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نِهَايَةُ إِقْدَامِ العُقُولِ عِقَالُ ... وَأَكْثَرُ سَعْيِ الْعَالَمِينَ ضَلَالُ

وَأَرْوَاحُنَا فِي وَحْشَةٍ مِنْ جُسُومِنَا ... وَغَايَةُ دُنْيَانَا أَذًى وَوَبَالُ

ولَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ بَحْثِنَا طُولَ عُمْرِنَا ... سِوَى أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ قِيلَ وَقَالُوا

وقال الآخر (١): «لقد خضتُ البحر الخِضَمَّ (٢)، وتركتُ أهلَ الإسلام وعلومهم، وخضتُ في الذي نهَوْني (٣) عنه، والآن إن (٤) لم يتداركني ربي برحمته فالويل لي، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي».

وقال آخر (٥): «أكثرُ الناس شكًّا عند الموت أصحاب الكلام» (٦).

وقال آخر منهم عند موته (٧): «اشهدوا عليَّ أني أموتُ وما عرفت شيئًا إلَّا أن الممكن يفتقر إلى واجبٍ. ثم قال: والافتقار أمرٌ عدميٌّ، فلم أعرف شيئًا».

وقال آخر، وقد نزلت به نازلةٌ من سلطانه، فاستغاث بربِّ الفلاسفة فلم


(١) هو إمام الحرمين الجويني، نسبَه له شيخُ الإسلام في «درء تعارض العقل والنقل» (١/ ٤٠٧) وفي غيره، والسبكي في «الطبقات الكبرى» (٥/ ١٨٥).
(٢) البحر الخضم: كثير الماء. «جمهرة اللغة» (١/ ٦٠٨) شبَّه به الآراء والأهواء لكثرتها وتفرقها.
(٣) «ح»: «نهوا».
(٤) «إن» سقط من «ب».
(٥) نسبَه شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٤/ ٢٨) لأبي حامد الغزالي.
(٦) هذا آخر النقل من «الفتوى الحموية».
(٧) هو الخونجي، قال ابن تيمية في «درء تعارض العقل والنقل» (٣/ ٢٦٢): «وقد بلغني بإسنادٍ متصلٍ عن بعض رؤوسهم، وهو الخونجي صاحب «كشف الأسرار في المنطق»، وهو عند كثير منهم غاية في هذا الفن». فذكره.