[الإخلاص والاحتساب في الإنفاق يقتضي الأجر والثواب]
ورد في حديث سعد بن أبي وقاص يقول النبي صلى الله عليه وسلم لـ سعد:(وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله).
يعني: أن تنفق النفقة وأنت تبتغي وجه الله سبحانه وتعالى، لا رياء ولا سمعة.
ثم قال:(إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك)، يعني: حتى الشيء الذي تستقله، وترى أنك تمزح وتضحك فيه، كأن تضع في فم امرأتك لقمة تمزح معها وتضحك فلك أجر في هذا الشيء الذي فيه ضحك.
أيضاً في حديث أبي مسعود البدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة).
هذا فيه دليل على أن النية عظيمة جداً، وتجارة رابحة مع الله سبحانه وتعالى، فكونك تنوي الخير وتعمله تؤجر عليه أضعافاً، وكونك تنوي الخير ولا تعمله تؤجر عليه، وكونك تنوي الشر نية جازمة تحاسب عليها عند الله عز وجل؛ لأنك ما تركت فعل الشر إلا لأنك لم تتمكن منه، أما لو نويت الشر ومن ثم خفت من الله عز وجل، فإنك تؤجر على ذلك حسنة.
فإذاً: النية الحسنة مع الله عز وجل تجارة رابحة وعظيمة، بل الإنسان الذي ينوي الخير ومن ثم يرجع فيه، بأن يمد يده في جيبه ليخرج صدقة، ومن ثم بخل ولم يخرجها، فإنه يؤجر عليها، انظر إلى كرم ربنا سبحانه وتعالى، حيث يأجره؛ لأنه أراد فعل خير مع أنه لم يفعله، لكن لو تصدق أجر عليها بعشر أمثالها، إلى ما يشاء رب العالمين سبحانه وتعالى.