في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ومن هؤلاء: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه).
اجتماعهما كان سببه سبحانه تبارك وتعالى، لم يجتمعا على الدنيا، لم يجتمعا على المال، وإنما جمعهما الحب في الله سبحانه تبارك وتعالى، فاجتمعا على الطاعة، على أمر بمعروف ونهي عن منكر، على قراءة القرآن، على ذكر الله سبحانه، فلما افترقا افترقا عن ذلك، فكانت جلستهما كلها محبة في الله عز وجل، وفي دين الله سبحانه تبارك وتعالى.
وفي صحيح مسلم عند أبي هريرة رضي الله عنه:(إن الله ينادي على هؤلاء يوم القيامة وهو أعلم بمكانهم، يقول: أين المتحابون بجلالي؟).
المتحابون في جلال الله سبحانه، محبة في الله سبحانه تبارك وتعالى، فهم إنما اجتمعوا على الطاعة، فيوم القيامة يقول: أين هم؟ وهو أعلم بمكانهم، ولكنه يظهر أمام الخلق هؤلاء الذين يستحقون هذه المنزلة العظيمة، فيرفعهم سبحانه تبارك وتعالى بطاعتهم لله، وبحبهم بعضهم بعضاً في الله، فيقول سبحانه:(أين المتحابون بجلالي؟).
فإذا ظهر هؤلاء يقول:(اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) فيفضلهم على جميع من في الموقف يوم القيامة، فبحبهم بعضهم بعضاً في الله عز وجل يظلهم في ظله سبحانه تبارك وتعالى يوم لا ظل إلا ظله.