وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه:(أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة في الطريق، فقال: لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها).
تمرة وجدها في الطريق، وما قيمة التمرة؟ فلو وجدها أي إنسان جاز له أن يأخذها ويأكلها، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أورع الخلق لم يأكل هذه التمرة التي وجدها خوفاً أن تكون هذه التمرة من الصدقة، وقد حرم الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته أن يأكلوا من الصدقة أو الزكاة.
فلما وجد النبي صلى الله عليه وسلم هذه التمرة خشي أن تكون من الصدقة فلم يأكلها صلى الله عليه وسلم، وقال:(لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها)، يبين لهم أن هذا يجوز لكم ولا يجوز لي، فهذا ورعه صلى الله عليه وسلم في تمرة.
وفي إحدى المرات وجد النبي صلى الله عليه وسلم تمرة في فم الحسين، فإذا به يخرجها من فمه صلى الله عليه وسلم ويقول له:(كخ كخ إنا لا نأكل الصدقة).
والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمه من صغره فيقول:(يحرم علينا الصدقة فلا يجوز لنا أن نأكل منها).