وفي حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله).
هذه هي الرحم، وهذا وعد من الله عز وجل للرحم، فلما خلق الله عز وجل الخلق، وخلق الرحم، قامت وتعلقت بعرش الرحمن تبارك وتعالى، وسألت ربها سبحانه وتعالى فقال: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأن أقطع من قطعك؟ فالذي يصل الرحم يصله الله عز وجل، وصلة الله للعبد عطاء من الله، ورحمة من الله، وتفضيل وتكريم من الله تبارك وتعالى.
وانظر إلى حال الإنسان في الدنيا، فإذا قيل: إن الملك الفلاني يصل فلاناً، فإن صلة الملك جائزة الملك، فكيف بملك الملوك؟ فالله سبحانه وتعالى إذا وعد بأن يصل عبده، فإنه يجعل عبده متعلقاً به سبحانه وتعالى، فيعطي عبده ما سأله، ويكون مع عبده، فينصره ويؤيده ويرحمه، ويكون معه في الدار الآخرة فيرحمه سبحانه ويدخله جنته، وهذا جزاء من يصل رحمه.