ومن الأحاديث ما جاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ أبي بن كعب رضي الله عنه: (إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك)، وأبي بن كعب رضي الله تبارك وتعالى عنه من الصحابة الأفاضل، وهو أنصاري خزرجي رضي الله تبارك وتعالى عنه.
وقد كان حافظاً لكتاب الله سبحانه، ولما نسي النبي صلى الله عليه وسلم مرة في صلاته قال بعد الصلاة:(أفيكم أبي؟ فقال: نعم، فقال: فما منعك أن ترد علي وأنا في الصلاة؟ فقال: ظننت أنها نسخت).
فهذه فضيلة لـ أبي بن كعب رضي الله تبارك وتعالى عنه، وكان عمر يلقبه بسيد القراء رضي الله تبارك وتعالى عنه.
فـ أبي بن كعب يقول له النبي صلى الله عليه وسلم:(إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك) يعني: أقرأ عليك القرآن، (فقرأ عليه صلى الله عليه وسلم: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}[البينة:١]).
وقرأها عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى تكون سنة لمن بعده: أن الفاضل يقرأ على المفضول، فليس شرطاً أن التلميذ يقرأ على الأستاذ دائماً، فيصح أن الأستاذ يقرأ على التلميذ ويسمع التلميذ، فيتعلم القراءة من الأستاذ، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على أبي، فتعجب أبي وقال:(وسماني - يعني: ربنا سماني - قال: نعم.