وأورد الإمام النووي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها).
الواصل هو الذي يصل الرحم، يقال: فلان يصل الرحم.
وقد أمرنا ربنا بصلة الأرحام، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الواصل ليس هو المكافئ الذي إن زار مرة انتظر أن يزار، بل الواصل الرحم هو الذي لا ينتظر أن تزوره أصلاً، فهو يصلك إن كنت مقبلاً عليه أو معرضاً عنه؛ لأنه يبتغي الأجر من الله.
والمعاملة مع الله عز وجل تريح قلب الإنسان، فنحن حينما نصل الأرحام يكفينا رضا ربنا، ويقول المرء منا: لا يهمني أن هذا القريب أقبل علي أو أعرض عني، فلو ذهبت إليه فقال: أنا مشغول، أو ذهبت واستقبلني عنده، وكذلك إذا زارني أو لم يزرني، كل ذلك لا يهمني طالما أن الأمر ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى.
فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(ليس الواصل بالمكافئ) فلكي تبقى واصلاً فاعلم أن الواصل ليس الذي يقابل زيارة بزيارة، بل إذا قطعت رحمه وصلها.