للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين]

ومن الأحاديث التي ذكرها المؤلف في الباب حديث للسيدة عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت: (ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض صلوات الله وسلامه عليه).

قولها: (خبز الشعير)، يعني: أنه ليس خبز قمح أو ذرة، بل خبز الشعير الذي لا يأكله اليوم أحد، ومع ذلك فما شبع منه النبي صلى الله عليه وسلم ولا آله يومين متتابعين، ونحن لا يأتي علينا يوم واحد إلا ونحن نأكل أطيب الخبز، ومع ذلك قد تأكل لقمة وترمي الباقي في الأرض دون أن يأكلها أحد، بينما لم يشبع النبي صلى الله عليه وسلم ولا آله من خبز الشعير يومين متتاليين صلوات الله وسلامه عليه.

حديث آخر للسيدة عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أيضاً تقول: لـ عروة بن الزبير ابن أختها أسماء رضي الله عنها: (والله يابن أختي! إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، أي: لا يوجد طبخ مطلقاً، قال عروة: قلت يا خالة! فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان، التمر والماء)، ومن الذي يرضى أن يأكل التمر والماء مدة أسبوع أو شهر أو شهرين؟ ومع هذا فهم متعودون على ذلك، أنت في رمضان تأكل ثلاث تمرات اتباعاً للسنة، ولولا ذلك لما أكلتها أصلاً، ولو أكثر الإنسان من التمر لأحرقته معدته، ومع ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمر على هذا الحال مدة طويلة.

تقول: (إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم منائح، وكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقينا) والمنائخ: هي المعزة تكون للإنسان، ويكون فيها لبن، فيهدي لجاره من لبنها، أو بقرة يهدي لجاره من لبنها، فكانوا يهدون للنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك اللبن.