وحديث آخر يذكره الإمام النووي رواه أبو داود وقال: بإسناد حسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من قعد مقعداً لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة)، والترة: الحسرة، وأصلها الوتر، والوتر: الانفراد، فكأن الإنسان يصير موتوراً أي: حزيناً مفرداً، وهذا يطلق فيمن قتل قريبه كأبيه أو ابنه أو أخيه، فوتر أي: صار موتوراً بمعنى وحيداً بعد أن كان معه هذا الآخر.
فكذلك حزن الإنسان الذي يجلس في مجلس لا يذكر الله عز وجل فيه، يصاب يوم القيامة بحزن كحزن الذي قتل له قتيل، يقول:(من قعد مقعداً لم يذكر الله تعالى فيه، كانت عليه من الله تعالى ترة، ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة).
أي: كان عليه حسرة، وكان عليه نقص، وكان عليه تبعة يوم القيامة بذلك، فإذا نمت لابد أن تذكر الله سبحانه وتعالى بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أذكار كثيرة كان يقولها النبي صلى الله عليه وسلم عند نومه.
منها أنه كان يرقي نفسه بقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثلاث مرات ويمسح بدنه صلوات الله وسلامه عليه، وكان يقرأ آية الكرسي، ويقرأ:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ}[البقرة:٢٨٥].
وكان يقرأ سورة تبارك عند منامه مع سورة السجدة، وكان أحياناً يقرأ سورة سبحان وسورة الإسراء وغيرها من السور قبل نومه عليه الصلاة والسلام، وينصح بأن يكون آخر ما تقرؤه سورة قل يا أيها الكافرون؛ لتكون على براءة من الشرك والكفر.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل جنته ومن الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.