[النطق بالشهادتين عند الموت من علامات حسن الخاتمة]
النطق بالشهادتين في حال السياق أو في حال خروج الروح، وهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).
فالإنسان المؤمن الذي يقول هذه الكلمة في حياته ويكثر من قولها تكون سهلة على لسانه في حال وفاته، أما الإنسان الذي يكون بعيداً عن ذلك فلا يقدر أن يقولها إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى.
ولذلك جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة أنه قال فيه:(موت الفجأة أخذة أسف) وفي رواية: (للفاجر)؛ لأن الإنسان الفاجر يقبضه الله عز وجل فجأة فيموت على فجوره، وقد لا يقول: لا إله إلا الله، فموت الفجأة قد يكون راحة للإنسان المؤمن، وأما الفاجر فإنه لا يمهل حتى يتوب إلى الله سبحانه، وحتى ينطق بهذه الكلمة.
ومن الأحاديث التي جاءت في ذلك: حديث طلحة بين عبيد الله رضي الله عنه وذلك أنه رأى عمر طلحة بن عبيد الله ثقيلاً، فقال: ما لك يا أبا فلان؟! لعلك ساءتك امرأة عمك! قال: لا، وأثنى على أبي بكر، إلا أني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأله عنه إلا القدرة عليه حتى مات.
طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله تبارك وتعالى عنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، فأشكل عليه، فكان يريد أن يسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فمات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسأله طلحة رضي الله تبارك وتعالى عنه.
فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ثقل ذلك على طلحة، فسأله عمر: ما هو هذا الأمر؟ فقال: سمعته يقول: (إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه، ونفس الله عنه كربته) فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إني أعرف كلمة) والمعنى: اسألوني عنها، ففي هذا نوع من التشويق للناس، فـ طلحة قال: يا ليتني سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنها، فقال عمر: إني لأعلم ما هي، هي: لا إله إلا الله، فقال طلحة: صدقت؛ هي والله! الكلمة التي أنا ما سألت عنها النبي صلى الله عليه وسلم ووفقك الله عز وجل لمعرفتها.