أيضاً من تواضعه صلى الله عليه وسلم ما ورد في الحديث الآخر يقول الأسود بن يزيد رحمه الله تعالى:(سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله).
أي: كان في بيته صلى الله عليه وسلم في خدمة أهله، فقد كان يساعد أهله في البيت صلى الله عليه وسلم.
ثم قالت:(فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة) رواه البخاري.
إذاً: وهو في بيته صلى الله عليه وسلم كان يشغله ما يشغل غيره من مهنة البيت، فقد كان يعين زوجته في أعمال البيت، وكان يخصف نعله بنفسه صلى الله عليه وسلم، أي: يصلح نعله بيده الكريمة صلوات الله وسلامه عليه.
فتواضعه صلى الله عليه وسلم عظيم جداً، يدخل المسجد مرة فيجد بصاقاً أو نخامة في قبلة المسجد فيتأذى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ويقول:(من صنع هذا؟ الذي صنع هذا يأتي يوم القيامة وبصاقه بين عينيه) يعني: مثلما استهان بقبلة المسجد وتفل في قبلة المسجد يأتي يوم القيامة وبصاقه بين عينيه، فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه ويأخذ عوداً ويحك هذا البصاق بيده الكريمة، وهذا من تواضعه العظيم عليه الصلاة والسلام.