[ما أكل رسول الله شاة مصلية]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية.
أبو هريرة كان من فقراء الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه كان من حفاظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وقد من الله عز وجل عليه ببركة ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم فصار أحفظ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تبارك وتعالى عنه.
فـ أبو هريرة هنا مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية أي: مشوية، وهنا يذكر: أنهم دعوه فأبى أن يأكل، وكأنه استحضر حال النبي صلى الله عليه وسلم، قال رضي الله عنه: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير)، رواه البخاري في صحيحه.
وعن أنس رضي الله عنه بهذا المعنى في البخاري أيضاً قال: (لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات).
والخوان: المائدة التي عليها أصناف الطعام، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل على الأرض؛ يقول: (إنما أنا عبد، أجلس كما يجلس العبد، وآكل كما يأكل).
قال: (وما أكل خبزاً مرققاً حتى مات).
رواه البخاري.
والخبز المرقق: هو الملين المنخول، وفي رواية: (ولا رأى شاة سميطاً بعينه قط).
وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه أكل من شاة مشوية، لكن هذا النوع من الشواية غير مسموط، والشاة المسموطة بمعنى: التي توضع في الماء المغلي بحيث يزول فروها ويبقى الجلد فقط ثم تشوى، فهذا فعل أهل الرفاهية، وكان هذا الفعل بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول النعمان بن بشير رضي الله عنه: (لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه)، والدقل: رديء التمر، فالله عز وجل منع عن نبيه هذه الدنيا لحقارتها، فلو كانت ذات قيمة لأعطاها لنبيه صلى الله عليه وسلم، فهو هو أحب الخلق إليه، وهو سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه.
يقول سهل بن سعد فيما رواه البخاري: (ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه).
والنقي من الخبز: هو الخبز الذي نخل طحينه؛ بأن يطحن الشعير أو القمح ثم ينخل.
يقول سهل بن سعد رضي الله عنه: (ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه، فقيل: هل كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل؟ قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلاً من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله تعالى، فقيل له: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ - وهذا دليل على أن المنخول ما وجد إلا بعده صلى الله عليه وسلم - قال: كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار، وما بقي ثريناه فأكلناه) وثريناه: أي بللناه وعجناه.