وعن أنس أيضاً قال: قال أبو بكر لـ عمر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها، وهي حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، وزوجة حبيب النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، وأم حب النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة.
فقال: انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنهما نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك، أما تعلمين أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء.
أي: أنها اشتاقت للوحي ونزول القرآن من عند رب العالمين بالأحكام، وأمور الغيب، والتبشير بالجنة والتخويف من النار، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها.