جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية)، ودعوى الجاهلية: هي التمييز بين الناس بعناصرهم، فهؤلاء من قبيلة كذا، وهؤلاء من قبيلة كذا، ودعوى الجاهلية هذه هي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:(دعوها فإنها منتنة).
وقد حصل شجار بين رجل أنصاري وآخر مهاجري، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، أي: أن هذا يستنصر بمن هم معه من المهاجرين، وذاك يستنصر بمن هم معه من الأنصار.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(دعوها فإنها منتنة).
فالإنسان المؤمن لا ينتصر لصاحبه لكونه من أهله أو من قبيلته أو من بلده، فإن هذه من دعوى الجاهلية.
وإنما ينصر أخاه ظالماً أو مظلوماً، فإذا كان له الحق أخذ له، وإذا كان عليه الحق أخذه منه؛ فيكون مع الحق دائماً، ولا يكون مع فلان لأنه من بلده، أو قبيلته أو حيه، أو شارعه، فإن هذه من دعوى الجاهلية؛ لأنه ينصر صاحبه ولو كان على الباطل؛ دائماً المهم كونه من قبيلته أو بلده.