وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه عمر رضي الله عنه أنه قال:(يا رسول الله! لقد سمعت فلاناً وفلاناً يحسنان الثناء يذكران أنك أعطيتهما).
وكانا محتاجين قد قدما على النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه فأعطاهما النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ذهبا، أخذا يمدحان النبي صلى الله عليه وسلم، فرآهما عمر رضي الله عنه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما رأى.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:(لكن فلاناً ليس كذلك، لقد أعطيته من عشرة إلى مائة فما يقول ذلك؟)، يريد أن رجلاً آخر غيرهما قد سأله فأعطاه، ولكنه يأخذ الشيء ويأتي يريد المزيد، أو يسب ويبخل، ولا يشكر لمن أعطاه أو يثني عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(أما والله إن أحدكم ليخرج مسألته من عندي يتأبطها ناراً)، يريد أن من يذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه حاجة وهو كاذب في دعواه، ويأخذها وهو لا يستحق ذلك، أو ينفقها فيما لا يحل، فكأنها حين يأخذها تحت إبطه ويمشي بها فرحاً نار عليه يوم القيامة.
ولذلك فعلى الإنسان المؤمن أن يتقي الله عز وجل في مطعمه، وسائر نفقاته، فإذا أعطي مالاً فلا يبذر أو ينفقه فيما لا يحل، كأن يكون بيته محتاجاً للمال وهو يشرب الدخان أو الخمر، أو ينفق على من لا يستحق، ويضيع أهله وعياله.
وستجد أن الله سبحانه وتعالى لا يترك أحداً بلا رزق، وعلى كل إنسان يقع في شيء من المعاصي، أن يعلم أن الله يبسط يد الرحمة، ويدعو العبد إلى التوبة، فإذا تاب الإنسان تاب الله عز وجل عليه، وحبب فيه خلقه، وأنه إن لم يتب فسيكون بغيضاً إلى الخلق، سيئ الخلق، وإذا سأل سأل بسوء أدب، وقد يتعارك مع أي شخص من أجل أن يعطيه.