وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:(ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله).
المعنى: أنه لم يضربها كنوع من التعذيب أو التأديب، وإلا فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه لكز عائشة مرة حين خرج يستغفر لأهل البقيع بأمر الله عز وجل في نصف الليل، فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم غارت وظنته سيذهب إلى بيت بعض نسائه، فخرجت وراءه، فلما وصل إلى البقيع استغفر لأهل البقيع ثم رجع، فرجعت، وكان يراها أمامه مثل الخيال، فلما دخل بيته كانت قد سبقته، فدخل فوجدها تنهد ويرتفع صدرها، فقال:(مالكِ؟) فاعترفت بالأمر.
قال:(فأنتِ الخيال الذي رأيت؟ فوكزها في صدرها) فهذا ليس ضرباً ولكنه معاتبة منه صلوات الله وسلامه عليه، وهي التي تقول:(ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط)، فهذه الوكزة ليست من الضرب في شيء، وإنما هي معاتبة منه صلى الله عليه وسلم.
قالت:(ولا امرأة) أي: من نسائه (ولا خادماً) يخدمه صلى الله عليه وسلم، (إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه).
يعني: أن الذي كان يعمل فيه شيئاً لم يكن ينتقم منه لنفسه أبداً.
(إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى).