إن إصغاء الجليس إلى حديث جليسه من أدب السماع، فالإنسان له لسان واحد وله أذنان؛ حتى تسمع ضعف ما تتكلم، فلا تقعد في الجلسة لكي تتكلم كثيراً وإلا ستأخذ الجلسة كلها، ولكن الإنسان الذي يحبه الناس من يسمع أكثر مما يتكلم؛ لأن الإنسان الذي يكثر الكلام يجعل الناس يضجرون منه، فعود نفسك أن تسمع أكثر مما تتكلم إذا كنت مع الناس، فلا تتكلم حتى يشتهي الناس كلامك، فإذا أحب الناس أن يسمعوك تكلمت، فقد كانت نصيحة ابن عباس لـ عكرمة وكان عالماً بالتفسير رضي الله عنه أن قال له: إنك تعلمت هذا العلم فلا تمل الناس، ولا ألفينك تأتي الناس في حديثهم فتقطع عليهم الحديث، ولكن انتظر حتى يشتهوا كلامك، فإن اشتهوا كلامك فتكلم.
فالمسلم يعود نفسه على أن يستمع خاصة الكلام المفيد، ولا يكثر من الكلام.