[المحافظة على صلاة الصبح والعصر من أسباب رؤية الله في الجنة]
روى البخاري ومسلم عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال:(كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته).
قوله:(سترون ربكم)، أي: في الجنة، وهنا التشبيه للتقريب، أي: تشبيه الرؤية بالرؤية، وهي أنك ترى كما ترى، لكن ليس المرئي كالمرئي، فالله عز وجل له المثل الأعلى سبحانه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يضرب لك مثلاً بشيء تراه وهو القمر، ولو كل الناس يريدون أن ينظروا إلى القمر فلن يزدحموا في الشارع من أجل ذلك، بل إن كل إنسان سينظر إليه من مكانه، وهذه الرؤية التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث.
فكما أن الناس سينظرون إلى القمر من غير أن يضيم بعضهم بعضاً، كذلك في الجنة سيرون ربهم من منازلهم، فإذا كان يوم الجمعة حضروا بحسب ترتيبهم في صلاة الجمعة عندما كانوا في الدنيا، فمن كان يأتي مبكراً قبل الباقين سيكون حضوره في يوم المزيد في يوم الجمعة، فيرى ربه سبحانه، وينظر إلى وجه الله عز وجل، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أكثرهم رؤية لوجهه الكريم يوم القيامة في جنات النعيم.
قال جرير: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا)، أي: إذا كنتم تريدون أن تدخلوا الجنة فلا تضيعوا صلاة الصبح، ولا صلاة العصر أبداً، وإذا كان الإنسان مريضاً مرضاً يمنعه من الخروج إلى المسجد فليصل في بيته ولا تلزمه الصلاة في المسجد، ولكن لا يبرر لنفسه أن يضيع الصلاة بسبب المرض، وينبغي على الإنسان أن يحرص على الصلاة في كل وقت، في صحته وعافيته، وأن يؤديها جماعة حيث يسمع النداء وحين يسمع النداء، وإذا كان مريضاً معذوراً صلى في بيته الصلاة في وقتها ولا يضيعها.