وفي حديث أبي سفيان في قصة هرقل أن هرقل سأله أشياء تدل على ذكاء هذا الملك الكافر، فمن ضمن أسئلته أنه قال: بماذا يأمركم؟ فقال: قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة.
فـ أبو سفيان كان في ذلك الوقت كافراً، وكان عدواً للنبي صلى الله عليه وسلم، بل من أشد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه يأمرهم بالتوحيد، وينهاهم عن الشرك بالله، ويأمر بالصلاة، ويأمر بالصدق والعفاف والصلة.
فلما أخبر هرقل بذلك أخبره هرقل بأن النبي صلى الله عليه وسلم سيملك موضع قدميه، وأنه لو استطاع أن يذهب إليه فيغسل عن قدميه لفعل.
فأحس أبو سفيان بالذل من ذلك اليوم، وبأن النبي صلى الله عليه وسلم سينتصر يوماً من الأيام، فكان أن هداه الله عز وجل للإسلام بعد ذلك.