للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأمر بالأكل باليمين]

عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: (أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال: كل بيمينك)، فهذا رجل أكل مستكبراً بيده الشمال، فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلمه، والفرض على كل مسلم إذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بشيء أن يقول: سمعنا وأطعنا؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [النور:٥١].

وكذلك قال الله عز وجل مقسماً: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:٦٥]، فعلى كل مؤمن أن يسلم بما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم.

فلو إن إنساناً كان أعسر يأكل بيده الشمال، وهو متعود على ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بيمينك)، فالخير أن يأكل بيمينه، لكن بعض الناس فيهم استكبار، فهذا الرجل يستكبر على النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: (لا أستطيع) مع أنه يحرك يديه، فلما قال ذلك وعلم النبي صلى الله عليه وسلم قدرته وعلم استكباره قال: (لا استطعت).

يعني: إذا كان الأمر كذلك فلا استطعت أن تأكل بها.

قال: (فما رفعها إلى فيه) يعني أنه كان قد رفع اللقمة بشماله من أجل أن يضعها في فمه، فلما قال: لا أستطيع أن آكل باليمين، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا استطعت)، فلم يرفعها إلى فمه.

وقد كان في قدرته أن يأكل بيمينه مع سلامة شماله، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فشلت يده التي رفعها فما استطاع أن يرفعها.